تفسير سورة " المائدة " للناشئين ( الآيات 10 : 23 )

تفسير سورة " المائدة " للناشئين

[ الآيات 10: 32 ]

معاني المفردات الآيات الكريمة من (10) إلى (13) من سورة «المائدة»:

﴿ يبسطوا إليكم أيديهم ﴾: يبطشوا بكم بالقتل والإهلاك.

﴿ ميثاق بني إسرائيل ﴾: عهدهم المؤكد باليمين.

﴿ نقيبًا ﴾: أمينًا، كفيلاً.

﴿ معكم ﴾: ناصركم ومعينكم.

﴿ وعزرتموهم ﴾: ونصرتموهم، أو عظمتموهم.

﴿ وأقرضتم الله ﴾: المقصود: وتصدقتم في طريق الخير.

﴿ قرضًا حسنًا ﴾: ابتغاء مرضاة الله، وبنفسٍ طيبة.

﴿ فقد ضلَّ سواء السبيل ﴾: فقد أخطأ الطريق السوي.

﴿ فبما نقضهم ميثاقهم ﴾: فبسبب نقضهم الميثاق، وغدرهم في العهد.

﴿ لعنَّاهم ﴾: طردناهم من رحمتنا (والمتكلم هو الله عز وجل).

﴿ يحرفون الكلم ﴾: يغيرون كتاب الله سبحانه وتعالى (التوراة) أو يفسرونه بالباطل.

﴿ نسوا حظًّا ﴾: تركوا نصيبًا وافرًا.

﴿ خائنة ﴾: خيانة وغدر.

1- بدأت الآيتان الكريمتان ببيان نعمة الله سبحانه وتعالى على اليهود والنصارى، فوضحت أن الله سبحانه وتعالى أخذ العهد والميثاق على أهل الكتاب، ولكنهم نقضوا العهد، فألزمهم الله العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، وقد أمر الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام بأن يأخذ اثني عشر كبيرًا من القوم، يقوم بأمورهم، ويكون كفيلاً على قومه بالوفاء بالعهد، وأقسم لهم إن هم أدُّوا ما فرض عليهم من الصلاة والزكاة، فلسوف يمحو ذنوبهم، وليدخلنهم الجنة، فمن كفر بعد ذلك العهد فقد أخطأ الطريق المستقيم.

2- ثم بينت الآيات أن الله لعنهم بسبب نقضهم الميثاق، وبين أنهم يؤولون كتابه - التوراة - على غير ما أنزله وتركوا نصيبًا وافيًا أمرهم به الله في التوراة، ثم أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لا يزال يطلع على خيانة بعضهم بنقض العهود، وتدبير المكايد؛ لأن الغدر والخيانة عادتهم وعادة السابقين منهم إلا قليلاً منهم ممن أسلم، ويأمر الله رسوله ألا يعاقبهم، وأن يصفح عمَّن أساء منهم، وذلك قبل أن يأذن له في قتالهم، كما قال جمهور العلماء.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (10) إلى (13) من سورة «المائدة»:

1- صحة نبوته صلى الله عليه وسلم؛ لأنه بين ما أخفاه أهل الكتاب في كتبهم وهو أميّ لم يقرأ كتبهم.

2- استحق الكافرون من أهل الكتاب اللعن وهو الطرد والإبعاد من رحمة الله بسبب نقضهم الميثاق، وخروجهم عن طاعة الله، وتحريفهم كلام الله عما أراده، ونسيانهم كثيرًا مما أمروا به.

معاني المفردات الآيات الكريمة من (14) إلى (17) من سورة «المائدة»:

﴿ فأغرينا ﴾: هيجنا وحرشنا أو ألصقنا.

﴿ نور ﴾: هو محمد صلى الله عليه وسلم.

﴿ وكتاب مبين ﴾: هو القرآن الكريم.

﴿ سبيل السلام ﴾: طرق النجاة والسلامة والاستقامة.

﴿ ويخرجهم من الظلمات إلى النور ﴾: ويخرجهم من ظلمات الكفر والضلال إلى نور الإيمان والهداية.

1- تبيِّن الآيات أن الله سبحانه وتعالى أخذ من النصارى الميثاق على توحيد الله، والإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فتركوا ما أمروا به في الإنجيل من الإيمان بالأنبياء، ونقضوا العهد، فألزمهم العداوة فيما بينهم إلى يوم القيامة، يكفر ويلعن بعضهم بعضًا، وسيلقون في الآخرة جزاء عملهم.

2- ثم توجه النداء إلى اليهود والنصارى مبينة لهم أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد جاءهم بالدين الحق، يبين لهم الكثير مما كانوا يكتمونه في كتبهم من الإيمان به، وغير ذلك مما أخفوه وجاء ذكره في القرآن.

3- وبينت أن الله سبحانه وتعالى أرسل إليهم محمدًا صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه القرآن الكريم؛ ليهدي من اتبع رضا الله إلى طريق النجاة ودين الإسلام.

4- ثم أكدت الآيات أن الذين ادعوا أن المسيح ابن مريم إله (وهم فرقة من النصارى) قد كفروا، ورد عليهم، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: لقد كذبتم، فمن الذي يستطيع أن يدفع عذاب الله، لو أراد أن يهلك المسيح وأمه وأهل الأرض جميعًا؟! وأن الله يملك الخلق، ويخلق ما يشاء ولا يعجزه شيء.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (14) إلى (17) من سورة «المائدة»:

1- الرسول صلى الله عليه وسلم نور من الله؛ لأنه أخرج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.

2- استمرار العداء والخلاف بين فرق النصارى إلى يوم القيامة، وكراهة بعضهم لبعض حتى ولو أظهروا خلاف ذلك.

3- إبطال عقائد فرق النصارى التي ادعى بعضها أن المسيح هو الله بمعنى أن الله سبحانه وتعالى حل في شخص المسيح، وادعى البعض الآخر أن المسيح ابن الله، وادعى بعضهم أنه ثالث ثلاثة.

معاني المفردات الآيات الكريمة من (18) إلى (23) من سورة «المائدة»:

﴿ أبناء الله ﴾: نحن من الله بمنزلة الأبناء من الآباء، أو منتسبون إلى أنبيائه، وهم بنوه يُعنى بهم.

﴿ رسولنا ﴾: محمد صلى الله عليه وسلم.

﴿ فترة ﴾: انقطاع للوحي.

﴿ من بشير ولا نذير ﴾: من رسول يبشر بالخير ويحذر من الشر.

﴿ بشير ونذير ﴾: هو محمد صلى الله عليه وسلم.

﴿ ما لم يؤت أحدًا من العالمين ﴾: ما لم يعط أحدًا غيركم من العالمين في زمانكم.

﴿ الأرض المقدسة ﴾: قيل: هي بيت المقدس وما حوله.

﴿ التي كتب الله لكم ﴾: التي وعدكم أنها سوف تكون لكم.

﴿ ولا ترتدوا ﴾: ولا ترجعوا منهزمين.

﴿ على أدباركم ﴾: «دبر» كل شيء: مؤخرته.

﴿ فتنقلبوا خاسرين ﴾: فتعودوا خاسرين نصر الله ورضوانه.

﴿ جبارين ﴾: لا يمكن مقاومتهم.

﴿ يخافون ﴾: يخشون الله عز وجل.

﴿ أنعم الله عليهما ﴾: بالإيمان والطاعة والشجاعة والإقدام.

1- تذكر الآيات ما قاله اليهود والنصارى من أنهم من الله بمنزلة الأبناء من الآباء وأحباء الله، وردت عليهم بأنه ليس بينهم وبين الله علاقة كما يدعون، وإنما هم بشر كجميع الناس.

2- ونادت أهل الكتاب لتؤكد لهم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد جاء يوضح لهم شرائع الدين، بعد فترة؛ وبهذا لا تكون لهم حجة على الله.

3- ثم تأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يذكر لقومه حوار موسى مع قومه - بني إسرائيل - حينما أمرهم بشكر الله وطاعته، وذكرهم بنعمه عليهم، وطلب منهم دخول الأرض المقدسة، وحذرهم من التراجع أمام الجبارين، لكنهم خالفوا أمر الله، وعصوا موسى عليه السلام وخافوا من الجبارين.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (18) إلى (23) من سورة «المائدة»:

1- من افتراء اليهود والنصارى وادعائهم الكاذب أنهم أبناء الله وأحباؤه.

2- لا عذر لأحد من الناس بعد إرسال محمد صلى الله عليه وسلم للعالمين جميعًا بشيرًا ونذيرًا.

3- من طبيعة قوم موسى عليه السلام الخوف من لقاء من هم أقوى منهم، وهكذا اليهود في كل زمان ومكان، لذلك فهم يعتمدون دائمًا على أساليب المكر والخداع، والكيد، والحيلة والتآمر.